37 –حديث السفينة
كذب حديث رسول الله B :
" مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهلك "
.
نقول : روى حديث
السفينة الحاكم في ( المستدرك ) عن حنش الكناني قال : سمعت أبا ذر ( رض ) يقول وهو
آخذ بباب الكعبة : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت
النبي B يقول : " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من
ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق " ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم
ولم يخرجاه ، وعلق عليه الذهبي في التلخيص : مفضل خرج له الترمذي فقط ، ضعفوه (1) .
ورواه الحاكم ثانية (2) .
وقد ذكره السيوطي في ( الجامع الصغير ) (3) البزار
عن ابن عباس وعن ابن الزبير والحاكم عن أبي ذر ، وحسن السند .
وقال
أحمد بن حجر الهيثمي في ( الصواعق المحرقة ) : " وجاء من طرق عديدة يقوي
بعضها بعضا : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح منه ركبها نجا ، وفي رواية
مسـلم : ومن تخلف عنها غرق ؟! وفي رواية هلك " (1) .
وقال : أخرج الحاكم عن أبي ذر ( رض ) أن رسول
الله B قال : " إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة
نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك " ، وفي رواية للبزار عن ابن عباس وعن
ابن الزبير وللحاكم عن أبي ذر أيضا : " مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها
نجا ومن تخلف عنها هلك " (2) .
وهنا
تبرز تساؤلات :
هل يعتبر
النقل عن عالم كابن حجر الهيثمي الذي أقر بوجود طرق عديدة يقوي بعضها بعضا للحديث
الشريف : " أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك " كذب
على رسول الله B ؟ وهل يجرؤ على وصف ابن حجر الهيثمي بالكذاب
لأنه اعتقد بصحة الرواية ؟
ثم إن ابن حجر قال : إن الحديث رواه مسلم ، فهل
هو سهو منه أم أنها تغيرات طرأت على صحيح مسلم ؟
وهناك
عدة مصادر أخرى ذكرت الرواية فقد رواه بالسند السابق أحمد في ( فضائل الصحابة ) (3) ،
والفاكهي في ( أخبار مكة ) (4) ،
وذكره الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) (5) عن مسند البزار عن أبي ذر .
وأما تعليق الذهبي على الخبر بقوله مفضل خرج له
الترمذي فقط ضعفوه فالحق أن مفضل لم ينفرد به عن أبي إسحاق ، بل رواه الطبراني في (
المعجم الكبير ) (1) عن
الأعمش عن أبي إسحاق عن حنش ، وكذلك في ( الأوسط ) (2) ،
وفي ( الصغير ) (3) .
وذكره الطبراني في ( الأوسط ) (4) عن
عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن حنش ، وكذلك بهذا السند في ( الصغير ) (5) .
ورواه في ( الأوسط ) (6) عن عطية عن أبي سعيد الخدري .
ورواه
أبو نعيم في ( الحلية ) (7) عن ابن جبير عن ابن عباس .
ورواه الخطيب في ( تاريخ بغداد ) (8) عن أنس بن مالك .
ورواه الدولابي في ( الكنى ) (9) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة .
فحديث بهذه الطرق المتعددة والشواهد الكثيرة
يجرؤ عالم على القول بأنه كذب ؟ نعم الأمر ممكن مع الجهل أو التعصب .
(1) المستدرك على الصحيحين - ج2 ص373
(2) نفس المصدر السابق - ج3 ص151
(3) الجامع الصغير - ص499 ( 8162 )
(1)
الصواعق المحرقة - ج2 ص445 (4)
أخبار مكة - ج3 ص134
(2) نفس
المصدر السابق - ج2 ص543 (5)
مجمع الزوائد - ج9 ص168
(3)
فضائل الصحابة - ج2 ص987 (1402 )
(1) المعجم الكبير - ج3 ص45 (6)
المعجم الأوسط - ج6 ص85
(2) المعجم الأوسط - ج4 ص10 (7)
حلية الأولياء - ج4 ص306
(3) المعجم الصغير - ج1 ص240 (8)
تاريخ بغداد - ج12 ص91
(4) المعجم الأوسط - ج5 ص355 (9)
الكنى - ج1 ص76
(5) المعجم الصغير - ج2 ص84