32 حديث الغدير

 

  بعد أن اعترف بصحة قول النبي B : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ونسب تصحيح قوله B : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " إلى البعض ، أنكر المقطع الأخير أي قوله B " وانصر من نصره واخذل من خذله " وزيادة " أدر الحق معه حيث دار" فقال : كذب محض على رسول الله B يعجز عن الإتيان بإسناد صحيح لها .

  ثم قال إن انصر من نصره واخذل من خذله خلاف الواقع لأن خصومه نصروا ، والأمة خذلته على رأي الشيعة .

 

  نقول : روى البزار في مسنده قال : حدثنا يوسف بن موسى قال نا عبيد الله بن موسى عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ذي مر وسعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا : " سمعنا عليا يقول : نشدت الله رجلا سمع رسول الله B يقول يوم غدير خم لما قام فقام إليه ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أن رسول الله B قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى يا رسول الله قال فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله " (1) قال الهيثمي في المجمع : " رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة " (2) .

  وقد رواه بنفس السند ابن أبي عاصم في ( السنة ) قال : حدثنا أبو مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثم ذكر إسناد البزار مقتصرا على زيد بن يثيع نعم لم ينقل إلا المقطع الأول من الحديث وعلق المحقق د. الجوابرة بقوله إسناده حسن (1) .

  وقد رواه ابن عساكر بسنده إلى عبيد الله عن فطر ، قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث : يا أبا بكر أي أشـياخ هم ؟! وذكر بعدها أسانيد أخرى إلى فطر (2) ، ورواه بعدة طرق منها عن عبدالرحمن بن ابي ليلى (3) وعن زيد بن أرقم (4) وعن حبشي بن جنادة (5) وعن بنط بن شريط (6) .

  ورواه بسنده عن الرضا dعن آبائه g عن رسول الله B مع زيادة " انصر من نصره " (7) .

  وروى عن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال : كنت عند الزهري أسمع منه فإذا عجوز قد وقفت عليه فقالت : يا جعفري لا تكتب عنه فإنه مال إلى بني أمية وأخذ جوائزهم فقلت : من هذه ؟ قال : أختي رقية ، خرقت ؟ قالت : خرقت أنت كتمت فضائل آل محمد ، قالت : وقد حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : أخذ رسول الله B بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله " (8) .

  وقد روى أحمد في ( فضائل الصحابة ) بعد نقل حديث رسول الله " من كنت مولاه فعلي مولاه " قال : ثنا محمد بن جعفر نا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عمروا ذامر وزاد فيه " أن رسول الله B قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأحب من أحبه ، قال شعبة : أو قال : أبغض من أبغضه " .

  قال المحقق وصي الله إسناده حسن لغيره عمرو ذومرة الهمداني الكوفي مجهول قال البخاري : لا يعرف ، وقال ابن عدي : هو في جملة مشايخ أبي إسحاق المجهولين الذين لا يحدث عنهم غيره ونحوه قول مسلم وأبي حاتم ، وقال ابن حبان في حديثه مناكير وقال العجلي : كوفي تابعي ثقة وهو وإن كان مجهولا إلا أنه توبع فيما سبق (1).

  والعجب ممن ضعف الزيادة لمجهولية عمرو ذي مر مع أنهم يرون أن البزار يرويه عن أبي إسحاق عن ثلاثة أحدهم عمرو والآخران أحدهما سعيد بن وهب ، قال عنه في ( تقريب التهذيب ) : " كوفي ثقة مخضرم " (2) ، والآخر زيد بن يثيع قال عنه : " ثقة مخضرم من الثانية " (3) .

  وقد رويت زيادة " انصر من نصره " في مسند أحمد بطريق آخر ليس فيه عمرو ، حدثنا عبد الله حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا الوليد بن عقبة بن مزار القيسي ( العنسي ) حدثني سماك بن عبيد بن الوليد العبسي دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدثني أنه شهد عليا في الرحبة " (4) . 

  وقال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) : " عن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول الله B يقول يوم غدير خم : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأعن من أعانه " ، رواه الطبراني ورجاله وثقوا (5) .

  وأما قول رسول الله B " أدر الحق معه حيث دار " ، فقد رواه الترمذي قال  B : " رحم الله عليا ، اللهم أدر الحق معه حيث دار " (6) .

  وله شاهد ذكره الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) عن أبي سعيد يعني الخدري قال : كنا عند بيت النبي B في نفر من المهاجرين والأنصار فقال : " ألا أخبركم بخياركم ، قالوا : بلى ، قال : الموفون الطيبون إن الله يحب الخفي التقي ، قال : ومر علي بن أبي طالب فقال : " الحق مع ذا ، الحق مع ذا " ، رواه أبو يعلى ورجاله ثقات (1) .

  وإدخال الزيادة الأخيرة ضمن حديث الغدير وردت في عبارة سبط ابن الجوزي في   ( تذكرة الخواص ) (2) فيما نقل عن الترمذي ، ولكن الله أعلم هل هو خطأ وقع فيه السبط أم اختلاف نسخ سنن الترمذي أم أنه التحريف ؟!

  وأما استدلاله الأخير على بطلان زيادة انصر من نصره واخذل من خذله لأنه خلاف الواقع فينم عن جهل شديد يتعجب ويستغرب منه الإنسان .

  فأولا إن هذا الإشكال يرد على المقطع الأول وهو " اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه " الذي صرح بصحته العديد من علماء السنة ، فعلى نسق إشكاله المذكور هل يمكن أن يقال إن هذا خلاف الواقع لأن الله لم يعاد من عاداه أي على الأقل معاوية وأهل الشام ، ودليل عدم معاداة الله لهم أنهم لم يهزموا .

  فمن قال إن " انصر من نصره واخذل من خذله " هو النصر الدنيوي والخذلان الدنيوي حتى تقول إن الواقع الخارجي ينافي الحديث لأن الأمة خذلت عليا ونصرت أعداءه وخصومه ، ألا تقرأ قوله تعالى ] إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ[   (3)أليس نصر الله للمؤمنين يوم يقوم الأشهاد يعني يوم القيامة فهو نصر في الآخرة وخذلان للأعداء في الآخرة ، وكذلك الأمر في قوله تعالى ] وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ [ (1) .

  نعم إن جعل المعيار هو النصر والخذلان الدنيوي بحيث نعتبر انتصار جماعة دليل على أنهم أصحاب الحق وهزيمة جماعة أخرى دليل على أنهم أصحاب باطل إنما هو منطق يزيد وأتباعه وتفوح روائحهم من الكاتب .

  إنه منطق ابن زياد المنتصر بمعايير الدنيا وهو يقول لزينب j الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم ، فقالت j : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد B وطهرنا من الرجس تطهيرا إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ، قال : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك ؟ فابن زياد لم يتفوه بالعبارة الأخيرة إلا لأنه مثل هذا الكاتب يرى أن الانتصار في الدنيا هو فعل الله وهو دليل على أن من انتصر فالحق معه ، فعلي d لأنه لم ينتصر في الدنيا ، فهذا يعني أن الله لم ينصره وعبارة " اللهم انصر من نصره " باطلة ، وعلى هذا النسق يجب أن يقال رسول الله B - معاذ الله - كان على باطل حينما انهزم في معركة أحد .

  ومشى على هذا المنطق ناصر الدين الألباني في ( السلسلة الصحيحة ) حينما قال في رد ما روي عنه B أنه - أي علي - خليفتي من بعدي : " فلا يصح دل الواقع التاريخي على كذبها لأنه لو فرض أن النبي B قاله لوقع كما قال لأنه       ( وحي يوحى ) والله سبحانه لا يخلف وعده " (2) .

  فعجب من هذا الكلام هل قالوا مثل ذلك فيما روي عن رسول الله B " الأئمة من قريش " ، فالواقع التاريخي للخلافة يثبت أن الكثيرين حكموا بلاد المسلمين ولم يكونوا من قريش ، فهل استدل أحد بذلك على بطلان الحديث ؟!

  لذا قال ابن حجر في ( الفتح ) : " حديث ابن عمر لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان ، قال الكرماني : ليست الحكومة في زمننا لقريش فكيف يطابق الحديث ، وحينئذ هو خبر بمعنى الأمر وإلا فقد خرج هذا الأمر عن قريش في أكثر البلاد " (1) ، نعم إذا الأحاديث ليست في صالحهم فالعقول لا تعمل لتدرك المعنى الصحيح للرواية .

  فلا أعرف كيف لا ينصرف إلى ذهنه إلا أن الرسول B يريد أن يتحدث عن أحداث المستقبل وأراد أن يخبر أن عليا d سيكون خليفة في المستقبل ولا يحتمل من العبارة - مع أنه المقصود والمتبادر منها - أنه يجب أن يكون الخليفة من بعدي فقد تستجيب الأمة لهذا وقد تخالف الرسول B كما وقع فعلا .

  كل هذا إن كان معنى قول رسول الله B خليفتي يعني الحاكم من بعده ، ولكن المعنى أكبر من ذلك فخليفته يخلفه في كونه B حجة وحاكم فعلي حجة ويجب أن يكون حاكما ، وكونه خليفة بمعنى الحجة على البشر بعده B معنى واقع وحادث تشهد له مرجعيته العلمية والشرعية للأمة بعد رسول الله B وإن لم يكن حاكما .

 

  قال الكاتب : " أما الحديث الصحيح وهو من كنت مولاه فعلي مولاه فلا يدل على إمامة علي بن أبي طالب ولنا معه وقفات . 

الوقفة الأولى : لو أراد رسول الله B أن يبين أنه الخليفة بعده لذكر ذلك في الحج لا بعده " .

  نقول : نحن نتحدث عن أمر تكرر وقوعه منذ حديث الدار وجمع بني هاشم وإبلاغهم بالرسالة والنبوة ، وذكر رسول الله B له بين فينة وأخرى هو من باب التذكير والتأكيد ، نعم في ( غدير خم ) بلغ تبليغا خاصا مميزا لا ينساه أحد من المسلمين وذلك حينما جمع سكان المدينة وأطرافها ، فهم المخاطبون الرئيسيون في قضية خلافة رسول الله B لأنهم يسكنون حوله عند وفاته B ، ومسئولية تنفيذ وصيته تقع على عاتقهم أكثر من غيرهم وذلك بنصرة خليفته المعين من قبله .

  ولذا تجد أن القرآن يركز في حديثه عن المنافقين من أهل المدينة ومن حولها من الأعراب ، قال تعالى ] وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ [ (1) ، وأما غيرهم من سكان الجزيرة البعيدون عنها وخاصة سكان مكة والطائف واليمن فيكفي المقدار الذي بلغهم من الأخبار والتي سمعوها في مكة وغيرها ، وهذا سبب الذكر المميز لولاية أمير المؤمنين في ( غدير خم ) .

 

  الوقفة الثانية : أن علماء الشيعة يقولون إن غدير خم هو مفترق الحجيج كلهم ، وغدير تبعد عن مكة 160 كم فلا يكون أبدا مجتمعا للحجيج .

  نقول : إليك عبارات علماء الشيعة في ذلك :

  الشيخ المفيد في ( الإرشاد ) : " وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين d وعلم سبحانه أنه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم " (1) .

  العلامة الأميني في ( الغدير ) : " فلما قضى مناسكه وانصرف راجعا إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات وصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين " (2) .

  العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين في ( المراجعات ) : " ولم أنزلهم جميعا في ذلك العراء على غير كلأ وماء ؟ ثم خطبهم عن الله عز وجل في ذلك المكان الذي منه يتفرقون " (3) .

  العلامة العسكري في ( معالم المدرستين ) : " فنزل غدير خم من الجحفة وكان يتشعب منها طريق المدينة ومصر والشام " (4) .

  العلامة السيد معروف الحسني في ( سيرة المصطفى ) : " ولما انتهى إلى مكان قريب من الجحفة بناحية رابغ ، وقبل أن يتفرق الناس كل إلى ناحيته نزل في ذلك المكان في الصحراء " (5) .

  وأنت ترى أيها القارئ أي منهم لم يدع أن غدير خم مفترق الحجيج كلهم ، بل كل الكلام أن جحفة هي مفترق الحجيج المتجهين إلى الشمال باتجاه المدينة المنورة ، ومنها يبدأ أهل البوادي الذين حجوا مع رسول الله B بالتفرق ، وهو واضح من     عبارة الشيخ المفيد ( إن تجاوز غدير خم انفصل عنه الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم ) ، وعبارة السيد شرف الدين والسيد الحسني ، وأما عبارة الأميني والسيد العسكري فهي في صدد بيان خصوصية للجحفة في كونها مفترق الطرق للمسافرين إلى المدينة ومصر والشام ، ولكن المهم في ذلك الوقت أنها مفترق للمسافرين إلى المدينة والقرى التي في أطرافها ومن حولها من الأعراب من أهل البوادي و إلا لايوجد من المسلمين من يعيش في مصر والشام في ذلك الزمن .

 

  الوقفة الثالثة : نقل قول السيد شرف الدين في ( المراجعات ) : ألم يؤمر رسول الله بتبليغها ؟ ألم يضيق عليه بما يشبه التهديد من الله عز وجل حيث يقول ] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ [ ، فقال ظاهر هذا أن النبي B لم يبلغ ولاية علي قبل هذا الموقف .

  فأقول : لا نعرف هل التبست عليه الأمور فلم يعرف الظاهر من غيره ، وإلا فالآية تقصد بلغ التبليغ النهائي على نحو الوصية الأخيرة الأساسية وعلى ملأ من عامة المسلمين العائدين إلى المدينة ومن حولها من أهل البوادي والقرى الذين حجوا مع رسول الله B ، فإن لم تقم بهذا التبيلغ المميز فما بلغت رسالته .

  والسيد شرف الدين الذي نقل عبارته ينقل في المراجعات النصوص المتعددة التي تدل على ولاية أمير المؤمنين d قبل نقله لحديث الغدير ، ففي المراجعة 20 ينقل حديث الدار ، وحديث المنزلة في المراجعة 26 ، ثم أخرج سبعة نصوص من مصادر السنة في المراجعة 36 وفي المراجعة 48 نقل أربعين نصا تحت عنوان السنن المؤيدة للنصوص وغيرها كثير ولم ينقل نص الغدير بصورته التامة إلا في المراجعة 54 ، فالسيد وغيره من علماء الشيعة الذين ينقلون الروايات في ولاية أمير المؤمنين قبل صدور حديث الغدير يفهمون هذا المعنى الذي ذكرناه من قوله تعالى ] بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [ (1) .

 

  الوقفة الرابعة : قال أن النبي B بعد حجة الوداع لم يكن خائفا من أحد فأهل مكة والمدينة ومن حولهما كلهم إما منقادون أو منافقون مقهورون فلم قال الله ] وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ  [.

  أقول : لم أستطع أن أعرف هل هذا إشكال على الشيعة أم إشكال على القرآن ؟! فابن كثير قال في تفسيره عند تفسير الآية : " والصحيح أن هذه الآية مدنية بل هي من أواخر ما نزل بها والله أعلم " (2) ، فهلا وجهت سؤالك لابن كثير قبل الشيعة ؟!

  ثم نقول نعم المنافقون مقهورون ولكن ألا يتربصون بالإسلام الدوائر ؟! ألا يخشى رسول الله B من ذلك ؟! كيف لا والبخاري يروي قول عائشة في كتاب فضائل الصحابة باب فضل أبي بكر : " فما كانت من خطبتهما - أي أبو بكر وعمر يوم السقيفة - من خطبة إلا نفع الله بها لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك " (3) فالنفاق كان له واقع مخيف بحيث تقول عائشة أنه لولا خطبتهما لفعل المنافقون فعلتهم ، أليس لرسول الله B الحق أن يخاف من تربص المنافقين بولاية علي d ، فيتريث في وقت تبليغ الأمر ، باحثا عن الظرف الأنسب ، وخاصة إن عرفنا بغضهم لعلي d لكثرة من قتل من إخوانهم وآباءهم ، وعدم زوال الرواسب الجاهلية من قلوبهم .

 

  الوقفة الخامسة : وخلاصتها التشكيك بدلالة نص الغدير على الإمامة .

  نقول : لاحظ نصوص الغدير المصححة عند علماء أهل السنة :

1.     ما رواه الحاكم في ( المستدرك ) " ثم قال B : إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي k فقال : من كنت مولاه فهذا وليه " .

  قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله ، شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما (1) وقال     ابن كثير في ( البداية والنهاية ) بعد ذكر هذا الحديث : " قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : وهذا حديث صحيح ، ثم قال بعد نقل عدة روايات قال شيخنا الذهبي : وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله قاله وأما اللهم وال من والاه فزيادة قوية الإسناد " (2) .

2.  نقل الحاكم في ( المستدرك على الصحيحين ) : " ثم قام فأخذ بيد علي k فقال : يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم قالوا الله ورسوله أعلم ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا : بلى قال من كنت مولاه فعلي مولاه " (3) .

3.  روى ابن حبان في صحيحه: قال علي : " أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله B  يقول يوم غدير خم لما قام فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول : ألستم تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فإن هذا مولاه " (4) .

4.  وروى الخبر الأخير أحمد في مسنده ، قال المحقق : " إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر وهو ابن خليفة فمن رجال أصحاب السنن وروى له البخاري مقرونا وهو ثقة (1) .

  وقد صحح الشيخ الألباني رواية فطر عن أبي الطفيل فقال في ( السلسلة  الصحيحة ) ، فقال : " أخرجه أحمد وابن حبان في صحيحه وابن ابي عاصم والطبراني والضياء في المختارة ، قلت وإسناده صحيح على شرط البخاري " (2) .

  أقول إن ما نريد التأكيد عليه وتوضيحه هو قول رسول الله B : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " وقولهم : " بلى " ، ثم يقول B : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " .

  فأنا أستصرخ الضمائر الحية ألم يحدد رسول الله B بتلك المقدمة التي ذكرها المقصود بقوله : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ؟ أي حينما قال B :         " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " أي من كنت مولاه بهذا المعنى من أنني أولى به من نفسه فعلي مولاه بنفس هذا المعنى فيكون عليا أولى به من نفسه ، هل هناك وضوح أكثر من هذا في الكلام فأين تذهبون !!

وقوله B " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " إشارة إلى قوله تعالى ] النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ (3) ، وأنظر إلى أقوال المفسرين في معنى الآية .

 

 

¨      ابن جرير الطبري في ( جامع البيان ) :

" يقول تعالى ذكره النبي محمد أولى بالمؤمنين ، يقول أحق به من أنفسهم أن يحكم فيهم بما يشاء من حكم فيجوز ذلك عليهم قال ابن زيد : ] النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ كما أنت أولى بعبدك ما قضى فيهم من أمر جاز كما كلما قضيت على عبدك جاز " (1) .

 

¨      ابن الجوزي ( في زاد المسير ) :

 " قوله تعالى ] النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ أي أحق فله أن يحكم فيهم بما يشاء قال ابن عباس : إذا دعاهم إلى شيء ودعتهم أنفسهم إلى شيء كانت طاعته أولى من طاعة أنفسهم وهذا صحيح فإن أنفسهم تدعوهم إلى ما فيه هلاكهم والرسول يدعوهم إلى ما فيه نجاتهم "  (2).

 

¨      ابن كثير في تفسيره :

" قد علم الله تعالى شفقة رسوله B على أمته ونصحه لهم فجعله أولى بهم من أنفسهم وحكمه فيهم كان مقدما على اختيارهم لأنفسهم كما قال تعالى ] فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[   (3)، وفي الصحيح ( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين ) "  (4).

¨      الشوكاني في ( فتح القدير ) :

" ] النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ أي هو أحق بهم في كل أمور الدين والدنيا ، وأولى بهم من أنفسهم فضلا عن أن يكون أولى بهم من غيرهم ، فيجب عليهم أن يؤثروه بما أراده من أموالهم وإن كانوا محتاجين إليها ، ويجب عليهم أن يحبوه زيادة على حبهم أنفسهم ، ويجب عليهم أن يقدموا حكمه عليهم على حكمهم لأنفسهم ، بالجملة فإذا دعاهم النبي B لشيء ودعتهم أنفسهم إلى غيره وجب عليهم أن يقدموا ما دعاهم إليه ويؤخروا ما دعتهم أنفسهم إليه ، ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم ويقدموا طاعته على ما تميل إليه أنفسهم وتطلبه خواطرهم " (1) .

  أليس معنى حديث الغدير أن كل الأمور السابقة التي ثبت للرسول B هي ثابتة لعلي d ؟ أليس أولها أنه حاكم المسلمين وقراره نافذ عليهم ؟

  ثم إن هناك نص آخر عن رسول الله B ذكر فيها عليا d كولي للمؤمنين وهو قوله B : " ما تريدون من علي ؟ ثلاثا أن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي " .

  رواه ابن حبان في صحيحه (2) ، والترمذي في سننه (3) ، والنسائي في ( السنن الكبرى ) في الخصائص (4) ، والطيالسي في مسنده (5) ، وأحمد في مسنده (6) وفي    ( فضائل الصحابة ) وحسنه محقق الفضائل (7) ، وصححه الشيخ الألباني في        ( السلسلة الصحيحة ) (1) وقال : " فمن العجيب حقا أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في ( منهاج السنة ) " (2) .

  وقد روى الحاكم في ( المستدرك ) عن ابن عباس قوله B لعلي " أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة " ، قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة ، وقال الذهبي في التلخيص صحيح (3) .

  وروى ابن أبي عاصم في ( السنة ) عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله B : " علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي " ، قال المحقق              ( الجوابرة ) : إسناده صحيح رجاله رجال مسلم ، وروى في ص800 عن ابن عباس قوله B : " وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي " وقال المحقق : إسناده حسن (4) .

  القصد من إيراد هذا الحديث هو استصراخ العقول الحرة ، متسائلين هل يمكن أن يقول رسول الله B " أنت ولي كل مؤمن بعدي " ويقصد بالموالاة ضد المعاداة فقط ؟! أم الولاية بمعنى الحكومة والخلافة ؟! إذا فسرتم الأمر بضد المعاداة فما هو دخل " بعدي " ، هل يريد رسول الله B أن يقول هو صديق كل مؤمن بعدي ولكنه ليس صديق وولي كل مؤمن قبل ذلك وأثناء حياتي ] أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [ ، وهذا الوضوح في دلالة الحديث هو الذي جر ابن تيمية لتكذيب الحديث مع وضوح سلامة سنده كما بينا .

 

 

 وقد عاد الكاتب وحدد إشكالاته في عدة نقاط :

-      قال : لم يصرح النبي بكلمة الخلافة تصريحا واضحا لا يحتمل التأويل .

فنقول : بعد التوضيح الذي ذكرناه يكون ما قاله رسول الله B أصرح من كلمة الخلافة .

 

-      قال : لو سلمنا أنه أولى لكن من أين لكم أنه دليل على الإمامة ؟ قال تعالى  ] إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ [  (1).

نقول : هل قوله B " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " بضميمة قوله تعالى: ] النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ (2) لا تدل على إمامة رسول الله B وكونه حاكم فإذا نفيت هذا لك أن تنفي ذلك عن علي d .

 

-      قال : قال تعالى عن الكفار ] مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ [ (3) ، يقصد أن معنى الآية أن النار أولى بكم .

  نقول : نعم ، معنى الحديث أن علي d أولى بكم كما رسول الله B أولى بكم من أنفسكم ، وأما المكابرون فنقول لهم ] مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاَكُمْ [ .

 

-      قال : لو سلمنا أنه أولى بالإمامة فالمراد المآل وإلا كان هو الإمام في عهد النبي B .

  نقول : نعم بملاحظة الحكومة المقصود هو المآل بعد النبي B ، ففي عهده B هو الإمام الحاكم ولا مجال لمستمع أن يتخيل غير هذا المعنى ، لكنه بعد النبي مباشرة  ، وأما من حيث كونه حجة فهو حجة على المسلمين حتى في حال حياته B .

-      قال نقلا عن ( لسان العرب ) : قال ابن السكيت : " الولاية بالكسر السلطان والوَلاية والوِلاية النصرة " ، والمولى من الوَلاية والوالي من الوِلاية والرسول قال مولى ولم يقل والي .

  نقول : أولا كما نقل ابن منظور في ( لسان العرب ) ذلك الكلام عن ابن السكيت نقل خلاف ذلك عن غيره ، قال في مادة ولي : " قال الفراء : ويختارون في وَليته وِلاية الكسر ، وسمعناها بالفتح والكسر في الولاية في معنييهما جميعا وقال أبو العباس نحوا مما قال الفراء " ، وأما سيبويه فله تفريق آخر بين المفردتين ، نقل عنه الجوهري في ( الصحاح ) : " قال سيبويه : الوَلاية بالفتح المصدر والوِلاية بالكسر الاسم مثل الإمارة والنِقابة لأنه اسم لما توليته وقمت به فإذا أرادوا المصدر فتحوا " ، لذا قال الزبيدي في ( تاج العروس ) : " والولي له معان كثيرة ومنها ( النصير ) من والاه إذا نصره (وولي الشيء ) وولي ( عليه ولاية وولاية ) بالكسر والفتح " ثم نقل رأي سيبويه السابق .

  وكل هذا لا مدخل له بعد وضوح المعنى الذي استعمل فيه الرسول B المفردة ، لكن أردنا أن نبين انتقائيته في نقل كلمات اللغويين .

 

حقيقية استعمال رسول الله B للمفردة هنا :

  إن الذي ذكره عن ابن تيمية من أن رسول الله لو أراد الإمامة قال والي ، قول سخيف يظهر تخبط ابن تيمية وفقده لصوابه الذي جعله تارة ينكر الحديث الصحيح وأخرى يتفوه بمثل هذا الرأي في المتن ، فكلمة والي استعملت بمعنى الولي في الأحاديث فروى البخاري في كتاب البيوع ، باب من أجرى أمر الأمصار عن عائشة تقول : " ] وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ [ أنزلت في والي اليتيم الذي يقيم عليه ويصلح في ماله إن كان فقيرا أكل منه بالمعروف " (1) ، فكلمة والي في الرواية قطعا قصد بها الولي وليس الوالي   الحاكم .

  كما إن كلمة الولي استعملت في الوالي الحاكم فقد روى ابن حبان في صحيحه عن عائشة أن رسول الله B قال : " فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له " (2) ، وقد عنون البخاري في كتاب النكاح بابا بعنوان باب السلطان ولي .

  ويدل على ذلك أن مسلم روى في صحيحه قول الراوي وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر وقال : " هما صدقة رسول الله B كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى من ولي الأمر " (3) ، والشاهد ليس في نقل مسلم وإنما فيما نقله البيهقي في   ( سننه الكبري ) من قول عمر : " هما صدقة رسول الله B كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى ولي الأمر " (4) ، فإذن يقال ولِيَ أمرَ المسلمين فهو والي المسلمين وهو ولِيُ الأمر .

  وهناك حقيقة مهمة وراء استخدام كلمة ولي ومولى دون كلمة والي وهي أن رسول الله B يريد أن يوضح أن هناك حق لعلي d ثبت بالنص الشرعي وبسببه يجب أن ينصبه المسلمون واليا عليهم ، وهو من نفس سنخ حق رسول الله B المبين بقوله عز وجل ] النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ [ والذي جعله B مقدمة لكلمته سواء نصره المسلمون وأصبح واليا أم لا بأن نحي عن ولاية أمر المسلمين وحكمهم .

وانطلاقا من هذا الفهم ، يوالي الشيعة عليا ويعتبرونه وليا وإن لم ينصر من قبل معظم الصحابة ، وأما كلمة والي فهي لا تحمل إلا فعلية الحكم فقط ولا تعطي اللفظة أبعادا أخرى مهمة كبعد أنه d الحجة بعد الرسول B وصاحب الحق وإن لم يول ويقود الدولة .

ثم أن من يريد أن يغطي الحقيقة كما فعل بكلمة ولي يفعل ذلك بكلمة والي ، وأكبر دليل على ذلك ما نقلناه سابقا من إشكال الألباني على حديث : " إنه خليفتي من بعدي " وهي بوضوح كلمة والي ، إذ ادعى إنه إخبار عن المستقبل لا إخبار عن حق علي في خلافة الرسول دون غيره من الصحابة لذا أشكل إنه لو كان رسول الله قال ذلك لوقع .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



(1) مسند البزار - ج3 ص34 ح786

(2) مجمع الزوائد - ج9 ص105

(1) السنة لابن أبي عاصم - ج2 ص911                              (5) نفس المصدر السابق – ص230

(2) تاريخ دمشق - ج42 ص209                         (6) نفس المصدر السابق – ص231

(3) نفس المصدر السابق – ص207                                    (7) نفس المصدر السابق - ص212

(4) نفس المصدر السابق – ص218                                    (8) نفس المصدر السابق - ص228

(1) فضائل الصحابة - ج2 ص741 ح1022 (4) مسند احمد - ج2 ص270 ح964

(2) تقريب التهذيب - ج1 ص366                       (5) مجمع الزوائد - ج9 ص106 

(3) نفس المصدر السابق - ص322                        (6) سنن الترمذي - ج5 ص633 ح3714

(1) مجمع الزوائد - ج7 ص234

(2) تذكرة الخواص - ص35

(3) غافر : 51

(1) القصص : 41

(2) سلسلة الأحاديث الصحيحة - ج4 ص344

(1) فتح الباري - ج6 ص536

(1) التوبة : 101

(1) الإرشاد - ج1 ص175                                (4) معالم المدرستين - ج1 ص493

(2) الغدير - ج1 ص10                                   (5) سيرة المصطفى - ص693

(3) المراجعات - المراجعة 58 ص276

(1) المائدة : 67

(2) تفسير ابن كثير - ج2 ص81

(3) صحيح البخاري - ج7 ص9

(1) المستدرك على الصحيحين - ج3 ص118

(2) البداية والنهاية - ج5 ص( 228-233)

(3) المستدرك على الصحيحين - ج3 ص613           

(4) صحيح ابن حبان - ج6 ص269

(1) مسند أحمد بن حنبل - ج32 ص55 ( 19302 )

(2) سلسلة الأحاديث الصحيحة - ج4 ص331

(3) الأحزاب : 6

(1) تفسير الطبري - ج11 ص146

(2) زاد المسير - ج6 ص190

(3) النساء : 65

(4) تفسير ابن كثير - ج3 ص476

(1) فتح القدير - ج4 ص301                            (5) مسند الطيالسي - ص111  

(2) صحيح ابن حبان - ج6 ص269                      (6) مسند أحمد - ج33 ص154(19928)

(3) سنن الترمذي - ج5 ص632             (7) فضائل الصحابة - ج2 ص748 (1035)           

(4) السنن الكبرى - ج5 ص132                          

(1) سلسلة الأحاديث الصحيحة - ج5 ص261                       (4) السنة لابن أبي عاصم - ج2 ص799

(2) نفس المصدر السابق - ص263

(3) المستدرك على الصحيحين - ج3 ص134

(1) آل عمران : 68

(2) الأحزاب : 6

(3) الحديد : 15

(1) صحيح البخاري - ج3 ص104                     

(2) صحيح ابن حبان - ج4 ص310

(3) صحيح مسلم - ج3 ص1382

(4) السنن الكبرى للبيهقي - ج6 ص301