23 – عائشة وجنازة الحسن d
وصف خبر اعتراض عائشة جنازة الحسن سيد شباب أهل الجنة d ومنعها من أن
يدفن بجانب جده رسول الله B قائلة لا تدخلوا بيتي من لا أحب بأنها حكاية من بحر الأكاذيب .
نقول : بل هذه الحكاية من كتب ومصادر التاريخ عند أهل السنة فقد روى
ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) : " عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال : سمعت
عائشة تقول يومئذ : هذا الأمر لا يكون أبدا يدفن ببقيع الغرقد ولا يكون لهم رابعا
، والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله B في حياته وما دفن فيه
عمر وهو خليفة إلا بأمري وما آثر علي عندنا بحسن " (1) .
وقال البلاذري في ( أنساب الأشراف ) : "… فلما رأت عائشة
السلاح والرجال ، وخافت أن يعظم الشر بينهم وتسفك الدماء ، قالت : البيت بيتي ولا
آذن أن يدفن فيه أحد " (2) .
ونقل أبو الفرج الأصفهاني
في ( مقاتل الطالبيين ) : " قال يحيى بن الحسن : وسمعت علي بن طاهر بن زيد
يقول : لما أرادوا دفنه ركبت عائشة بغلا واستنفرت بني أمية مروان بن الحكم ومن كان
هناك منهم ومن حشمهم وهو القائل : " فيوما على بغل ويوما على جمل " (3) .
ونقل أبو الفداء في تاريخه :
" … وكان الحسن قد أوصى أن يدفن عند جده رسول الله B فلما توفي أرادوا ذلك ،
وكان على المدينة مروان بن الحكم من قبل معاوية فمنع من ذلك وكاد يقع بين بني أمية
وبين بني هاشم بسبب ذلك فتنة ، فقالت عائشة ( رض ) : البيت بيتي
ولا آذن أن يدفن فيه ، فدفن بالبقيع ، ولما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجدا … " (1) .
ونقل اليعقوبي في تاريخه : " وقيل أن
عائشة ركبت بغلة شهباء وقالت : بيتي لا آذن فيه لأحد فأتاها القاسم بن محمد بن أبي
بكر فقال لها : يا عمة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر ، أتريدين أن يقال يوم
البغلة الشهباء ؟ فرجعت " (2) .