22 كلاب الحوأب

 

  وكذّب الكاتب قصة إتيان طلحة والزبير بخمسين رجلا لعائشة أقسموا بالله أن المكان ليس هو الحوأب .   

 

  نقول : أما القصة فقد ذكرها ابن كثير في ( البداية والنهاية ) قال : " وقد مروا في مسيرهم ليلا بماء يقال له الحوأب ، فنبحتهم كلاب عنده فلما سمعت ذلك عائشة قالت : ما اسم هذا المكان ؟ قالوا : الحوأب فضربت بإحدى يديها على الأخرى وقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ما أظنني إلا راجعة ، قالوا : ولم ؟ قالت : سمعت رسول الله يقول لنسائه : " ليت شعري أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب " ، ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته ، وقالت : ردوني ردوني أنا والله صاحبة ماء الحوأب ، وقال لها عبد الله بن الزبير : إن الذي أخبرك أن هذا ماء الحوأب قد كـذب " (1) .

 وأما شهادة الزور التي قدمت لها فقد ذكرت في عدة مصادر منها المسعودي في تاريخه : " فقالت : ردوني إلى حرم رسول الله B ، لا حاجة لي بالمسير ، فقال الزبير : بالله ما هذا الحوأب ، ولقد غلط فيما أخبرك به ، وكان طلحة في ساقة الناس ، فلحقها فأقسم أن ذلك ليس بالحوأب ، وشهد معهما خمسون رجلا ممن كان معهم ، فكان ذلك أول شهادة زور أقيمت في الإسلام " (2) .

 وذكرها اليعقوبي في تاريخه :

قالت : " إنا لله وإنا إليه راجعون ردوني فأتاها القوم بأربعين رجلا فأقسموا بالله أنه ليس بماء الحوأب " (1) .

  وقال ابن قتيبة في ( الإمامة والسياسة ) : " وأتى عبد الله بن الزبير فحلف لها بالله لقد خلفته أول الليل وأتاها من الأعراب فشهدوا بذلك فزعموا أنها أول شهادة زور شهدت في الإسلام " (2) .

  وروى الطبري في تاريخه : عن الزهري قال : " فأتاها عبد الله بن الزبير فزعم أنه قال كذب من قال أن هذا الحوأب " (3) .

 وقال الحموي في ( معجم البلدان ) : " وهمت بالرجوع فغالطوها وحلفوا لها أنه ليس الحوأب " (4) .

 ونقل ذلك أبو الفداء في تاريخه (5) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



(1) البداية والنهاية - ج7 ص258

(2) مروج الذهب - ج1 ص647

(1) تاريخ اليعقوبي - ج2 ص79                         (4) معجم البلدان - ج2 ص314

(2) الإمامة والسياسة - ج1 ص82                                    (5) المختصر في تاريخ البشر - ج1 ص241

(3) تاريخ الطبري - ج3 ص486