21 خروج عائشة على أمير المؤمنين علي d

 

  كذب الكاتب ما روي من أن عائشة كانت راجعة من مكة عندما أعلموها في الطريق أن عثمان بن عفان قتل ففرحت فرحا شديدا ولكنها عندما علمت بأن الناس بايعوا عليا غضبت وقالت وددت أن السماء انطبقت على الأرض قبل أن يليها ابن أبي طالب " .

 

  نقول : ذكر القصة ابن الأثير في تاريخه ( الكامل ) قال : " وكان سبب اجتماعهم بمكة أن عائشة خرجت إليها وعثمان محصور ثم خرجت من مكة تريد المدينة ، فلما كانت بسرف لقيها رجل من أخوالها من بني ليث يقال له عبيد بن أبي سلمة وهو ابن أم كلاب فقال : له مهيم ؟ قال : قتل عثمان وبقوا ثمانيا ، قالت : ثم صنعوا ماذا ؟ قال : اجتمعوا على بيعة علي فقالت : ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك ردوني ردوني ، فانصرفت إلى مكة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوما والله لأطلبن بدمه فقال لها : ولم ؟ والله إن أول من أمال حرفه لأنت ، ولقد كنت تقولين : اقتلوا نعثلا فقد كفر ، قالت : إنهم استتابوه ثم قتلوه ، وقد قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول ، فقال لها ابن أم كلاب :

فمنك البداء ومنك الغـير        ومنك الرياح ومنك المطر

وأنت أمرت بقتل الإمـام         وقلت لنـا إنه قـد كفــر

فهـبنا أطـعنـاك في قتلــه         وقاتلـه عنـدنا مـن أمــر (1)

 ونقل المسعودي في تاريخه ( مروج الذهب ) هذه الأبيات لعمار ابن ياسر يخاطب بها أم المؤمنين عائشة (1) .

  كما يؤيد كراهية عائشة لتولي علي d للخلافة ما ذكره الذهبي في ( تاريخ الإسلام ) القسم المتعلق بتاريخ الخلفاء الراشدين : " قال هلال بن خباب فيما رواه عنه أبو شهاب الحناط وغيره عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال يوم الجمل للزبير : يا ابن صفية هذه عائشة تملّك طلحة فأنت على ماذا تقاتل قريبك عليا ، فرجع الزبير فلقيه ابن جرموز فقتله " (2) .

  أي أن أم المؤمنين عائشة تطلب في قتالها علي d الملك لقريبها طلحة بن عبيد الله .

  قال محقق الكتاب عمر عبد السلام تدمري : رجاله ثقات أخرجه ابن سعد في       ( الطبقات ) (3) وابن حجر في ( الإصابة ) (4) .

 

  قال : أنني لم أجد هذا الكلام المكذوب أي خبر سجود عائشة شكرا لله عند بلوغها خبر قتل علي d لم يوجد في مصادر التاريخ .

سجود عائشة شكرا لله عند ذلك ذكره أبو الفرج الأصفهاني في ( مقاتل الطالبيين ) عن أبي البختري قال : " لما أن جاء عائشة قتل علي kسجدت " (5) .

 وأما الشيء الذي نقله عدة من المؤرخين فهو فرح أم المؤمنين عائشة بقتل أمير المؤمنين علي d - وهو لا يقل عن سجودها شكرا - فقد ذكر الطبري في   تاريخه : " ولما انتهى إلى عائشة قتل علي  kقالت :

فألقت عصاها واستقرت بها النوى      كمـا قر عيـنا بالإياب المسافر

قالت : فمن قتله ؟ فقيل : رجل من مراد فقالت :

فإن يك نائيــا فلقـد نعــاه     غـلام ليـس في فـيه التـراب

  فقالت زينب بنت أبي سلمة : ألعلي تقولين هذا ؟ فقالت : إني أنسى فإذا نسيت فذكروني (1) ، وذكره ابن سعد في ( الطبقات الكبرى ) (2) وابن الأثير في تاريخه   ( الكامل ) (3) ، والبلاذري في ( أنساب الأشراف ) (4) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



(1) الكامل - ج2 ص570

(1) مروج الذهب - ج1 ص651                                                 (4) الإصابة - ج1 ص546

(2) تاريخ الإسلام - المجلد الخاص بتاريخ الخلفاء - ص489                        (5) مقاتل الطالبيين - ص54

(3) الطبقات الكبرى - ج3 ص110

(1) تاريخ الطبري - ج4 ص115                         (4) أنساب الأشراف - ج3 ص263

(2) الطبقات الكبرى - ج3 ص40

(3) الكامل - ج2 ص743