15 جيش أسامة

 

   قال ردا على القول بأن أبا بكر وعمر كانا ضمن جيش أسامة :     " الحمد لله هذه كتب أهل السنة والأخبار والتاريخ موجودة فمن منهم ذكر هذا الإجماع وأين ، والمشهور أن عمر كان مع جيش أسامة أما أبو بكر فكان يصلي بالناس ، ولم يكن ضمن جيش أسامة " .

 

  نقول : نعم ، الحمد لله أن كتب أهل السنة والأخبار والتاريخ موجودة لنستعرض منها النصوص ، ولكنهم لا يقرأون إلا ما يكتبه ابن تيمية .

 فقد نقل ابن سعد في ( الطبقات ) : " فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح  " (1) .

  ونقل الذهبي في ( تاريخ الإسلام ) : " فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار     إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة " (2) ، وقال في       الجزء الخاص بتاريخ معاوية : " وفي المغازي أن النبي B أمر أسامة على جيش  منهم أبو بكر " (3) ، وذكر ذلك ابن الجوزي في ( المنتظم ) (4) وابن الأثير في      ( الكامل ) (5) .

 وذكر ذلك الطبري في تاريخه قائلا : " وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون " (1) . 

 فإما أن أبا بكر وعمر لم يكونا من المهاجرين الأولين أو أنهما كانا ضمن من أرسلهم رسول الله B ، وانظر سيرة ابن هشام (2) .

 وقال ابن حجر في ( فتح الباري ) : " وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة " (3) .

  ثم قال : " وقد أنكر ابن تيمية في كتاب الرد على ابن المطهر أن يكون أبو بكر وعمر في بعث أسامة " فرد عليه بذكر المصادر وهي أقوال ابن سعد وابن إسحاق ثم قال : " ذكر ذلك كله ابن الجوزي في المنتظم جازما به وذكر الواقدي وأخرجه ابن عساكر من طريقه " .

 بل ابن كثير وهو تلميذ ابن تيمية في التعصب لم يجزم بعدم كون أبي بكر في جيش أسامة قال في ( البداية والنهاية ) : " في تنفيذ جيش أسامة بن زيد الذين كانوا قد أمرهم رسول الله B بالمسير إلى تخوم البلقاء من الشام وكان بينهم عمر بن الخطاب ، ويقال : وأبو بكر الصديق فاستثناه رسول الله منهم للصلاة " (4) . 

  والإجماع لا يحتاج إلى تصريح المؤرخين بالإجماع بل يمكن تحصيل الإجماع من خلال تتبع كلماتهم ، ولا أعتقد أن هذا الإجماع يضره مخالفة ابن تيمية الذي ينطلق من مشربه الأموي فإليك عبارته في منهاج السنة قال ردا على العلامة الذي ذكر أن من مخالفات أبي بكر وعمر عدم انفاذ جيش أسامة : " والجواب أن هذا من الكذب المتفق على أنه كذب عند كل من يعرف السير ولم ينقل أحد من أهل العلم أن النبي B أرسل أبا بكر وعثمان في جيش أسامة وإنما روي ذلك في عمر " (1) ، فهل أوضح من هذا التعصب في قوله " كذب عند كل من يعرف السير " ، أم هل يعقل أن يكون جاهلا إلى هذا الحد ؟! 

ومع التسليم بخطأ ادعاء الإجماع ألم تعترف على الأقل بالشهرة التاريخية على كون عمر في الجيش ، فهلا دافعت عن اللوازم السيئة المترتبة على الاعتراف بكونه ضمن الجيش الذي ماطل في الخروج .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



(1) الطبقات الكبرى - ج1 ص480                      (4) المنتظم - ج2 ص458

(2) تاريخ الإسلام - كتاب المغازي ص714   (5) الكامل - ج2 ص180

(3) نفس المصدر السابق - ص176

(1) تاريخ الطبري - ج2 ص429              (4) البداية والنهاية - ج6 ص335

(2) سيرة هشام - ج4 ص(253-288)

(3) فتح الباري - ج8 ص152

(1) منهاج السنة - ج3 ص121